للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويكفي القارئ العاقل أن ينظر في الدفاع الواهي عن كون هذه الرواية سيرة شخصية لمحمد شكري، مع إصرار المؤلف أنها سيرة ذاتية، ليقيس على ذلك بقية المقال، الذي يوصل إلى قارئه صورة من صور التضليل والمخادعة الحداثية، والدفاع الباهت الهابط عن رواية قال عنها نقاد الحداثة بأنها رواية سفلية، جنسية، عبثية، كما سبق ذكره ونقله عن نقاد حداثيين.

وبعيدًا عن قول أي ناقد وتحليل أي كاتب، لا يُمكن لقارئ هذه الرواية، إذا كان ممن يحترم عقله وعلمه وثقافته إلّا أن يخرج بنتيجة واحدة مؤداها: أن هذه الرواية وصاحبها في أسفل دركات الانحطاط الخلقي وأردى درجات البهيمية الشهوانية.

وكما اتكأ أدونيس على خلفيته الباطنية وأخذ من الشلمغاني مضامينه الإباحية، نجد حسن حنفي، يتكي تنلى فلاسفة الصوفية ويثني عليهم لعدم تفريقهم بين النكاح والسفاح، والشذوذ الجنسي، يقول: (. . . والصوفي يتحدث بحرية تامة مع اللَّه، ويتكلم عن علاقته العشقية مع اللَّه وأنه لا فرق بين الذكر والأنثى، اللَّه يعامله جنسيًا وهو يعامل اللَّه جنسيًا، الشيخ الصوفي مع المريد والمريد مع الشيخ، ولا فرق بين الشذوذ الجنسي والنكاح الطبيعي. . .) (١).

وهكذا نجد أن الحداثيين يبحثون في أروقة النجاسة التاريخية وسراديب التحلل المعاصر لتبرير التحلل وتمجيدا الرذائل وتسويغ الانحراف.

ومن تمجيد الرذائل الخلقية مدح أنسي الحاج للجريمة، وتبريره للإجرام، وذلك في قوله: (الجريمة سلك كالرهبنة، ولها عفتها وصوفيتها، وكلما أوغل المجرم في سلكه ازداد ترقيًا في المقام، والمجرم الكبير زاهد بما ليس جريمة كما هو القديس زاهد بما ليس اللَّه) (٢).

وفي الوقت الذي يتهكم فيه بالدين ويسب اللَّه رب العالمين يعتبر أن


(١) الإسلام والحداثة: ص ٣٨٩.
(٢) خواتم: ص ٦٣ - ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>