للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمَّا توفيق صايغ فإنه يعتبر المحافظة على عذرية البنت مجرد تزمت شرقي ينبيء عن حب لرؤية الدم (١)، وأبشع من هذا القول وأخبث ما سطرته نوال السعداوي بخبث إباحي علماني حداثي في كتابها "دراسات عن المرأة والرجل في المجتمع العربي"، حيث خصصت كلامًا طويلًا عن "مفهوم العذرية وحشدت قصصًا مأساوية تذكر أنها مرت بها في عيادتها لتخلص إلى أن مفهوم العذرية مشكلة شرقية تدل على التزمت في قضايا العيب والشرف" (٢).

ثم تحدثت عن "الشرف والدم في عصرنا الحديث" وساقت في مطلعها ملخصًا "لدعاء الكروان" لطه حسين ثم أقوالًا أخرى لنجيب محفوظ وغيرهما، لتقول إن مفهوم الشرف وأخلاقيات الشرف الشائعة عند المسلمين ليست سوى علامة تخلف وظلم يمارسها المجتمع ضد المرأة (٣).

وفي كتاب "المرأة العربية والمجتمع التقليدي المتخلف" أصرح العبارات المحاربة لمفاهيم الأخلاق والفضيلة والعفاف (٤) إضافة إلى محاربة شرع اللَّه تعالى ومناقضته والتهكم بأحكامه وقضاياه.

وفي كتاب "مباهج الحرية" ينقل المؤلف رأي حداثي كبير في قضية العيب والحرام، وهذا نصه: (الاستمتاع بالحياة ليس عيبًا ولا حرامًا، إن العيب هو التمتع على حساب الآخرين واحتياجاتهم، والمعاب أساسًا هو سلطة القمع والنهب، أمَّا الحرام فهو تلك التابوهات المتجسدة في أوامر وموانع صارمة تحرم المتعة على الإنسان، وتثير الشعور بالخطيئة والندم، وتصدر عن سلطة قمعية، بطركية، لاهوتية) (٥).


(١) انظر: المجموعات الشعرية: ص ٢٦٤ - ٢٦٥.
(٢) انظر: دراسات عن المرأة والرجل في المجتمع العربي: ص ١٧ - ٣٠.
(٣) انظر: المصدر السابق: ص ٧٩٠ - ٧٩٦.
(٤) انظر: المرأة العربية والمجتمع التقليدي لسلوى الخماش.
(٥) مباهج الحرية في الرواية العربية لشاكر النابلسي: ص ١٢٧، والقول لغالب هلسا.

<<  <  ج: ص:  >  >>