رفعوا -كاذبين- شعارات حقوق المرأة، ولافتات حرية المرأة، وهم في الحقيقة لا يرون فيها غير متنفس لشهواتهم الحيوانية، ومستودع لنزواتهم البهيمية.
يلتذون برؤيتها عارية لإشباع رغبة الزنى في عيونهم، ويلتذون بسماعها صارخة متأوهة لإشباع نزوة الزنى في أسماعهم، ويستمتعون بمخالطتها متبرجة، ثم منطرحة ذليلة تحت أقدام شهواتهم، فإذا ما استنفدوا شبابها وزهرة حياتها رموها رمي النعال الممزقة في سلة المهملات.
لا يرون في المرأة غير الجسد العاري، والرغبة الهائمة، والأعضاء الجنسية، ولا يريدون منها غير ما يريد الذئب من الشاة، يريدون لحمها، فإذا ما شبعوا أو ملُّوا قذفوها في مقلب القمامة، فإذا هي بلا دين ولا خلق ولا عفة ولا احتشام، وبلا زوج أو أبناء، امتص المجرمون رحيق حياتها، واستخدموها استخدام الآلة، ثم طرحوها، وراحوا يبحثون عن غيرها.
صدقت المرأة دعاوى التحرر والكرامة، فماذا جنت؟.
جنت المهانة والإذلال والتشرد والشتات، وأكبر شهادة ذلك ما قالته النساء اللواتي كن يعملن في "الفن" وأقوال واعترافات "الفنانات التائبات" من أكبر البراهين على ما ذكرنا.
ومن ينظر إلى كلام الحداثيين الداعين إلى حرية المرأة ومكانة المرأة سيجد الدليل الصارخ على بشاعة الامتهان للمرأة.
ها هو أدونيس يخاطب صنوه يوسف الخال بعد أن قرأ "قصائد في الأربعين" للخال، فيقول:(ربما يكمن جديد مجموعتك في نظرتك للمرأة، نحن هنا نقرع أبوابًا توصلنا إلى الحياة والعيش في مدينة الجنس أو قل مدينة الجسد. . .)(١).