للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويشهد إحسان عباس بأن صلاح عبد الصبور: (يشترك مع نزار في الوقوف عند المظاهر الحسية من عالم المرأة) (١)، ويشهد أن الحب الذي يردده هؤلاء ليس إلّا علاقة جسدية (. . . إن "ظاهرة الحب" نفسها قد أصابها التغير بفعل الزمن، فجفت، وأصبحت قاصرة على العلاقات الجسدية) (٢).

وإذا جئنا إلى "شاعر المرأة" كما يسمون، إلى نزار قباني، فإننا نجده قد جرد المرأة من كل إنسانية حين تحدث عنها باعتبارها عشيقة أو داعرة، أو مطرودة من دوائر العشق الجنسى وبيوت الدعارة، أو عارضة جسد، وقد خاطبه أحد النقاد في سؤال موجه إليه، قائلًا: (لكن شعر الحب لديك، إذا نظرنا إليه بعين المدرسة التحليلية في علم النفس، نجده صورة لتلك العقد الفرويدية. . .) (٣).

وقال له في سؤال آخر بعد أن لخص مشاكل العرب كلها في الجنس: (هل تستأهل مشكلة العرب الجنسية أن تستنزف من حياتك الشعرية أكثر من ربع قرن؟) (٤).

وقال أيضًا: (أنا أرى أنك تنظر إلى العالم من خلال ثقب أحمر صغير، وتضخم ما تراه إلى حد تصل به إلى تفسير الظواهر الاجتماعية والتاريخية من خلاله) (٥).

هذا الشاعر الحداثي الكبير يتحدث عن المرأة بصورة مغالطة، ولا يستحيي مطلقًا من مواصلة الحديث وهو يتناقض في السطر الواحد، فعندما سئل (أتصور أن المرأة في شعرك لم تكن قضية، بقدر ما كانت


(١) اتجاهات الشعر المعاصر: ص ١٤١.
(٢) المصدر السابق: ص ١٥١، وأورد شواهد على هذا من شعر فدوى طوقان وسلمى الخضرا الجيوسي.
(٣) أسئلة الشعر: ص ١٩٧، والسؤال موجه من منير العكش مؤلف هذا الكتاب.
(٤) المصدر السابق: ص ١٩٨.
(٥) المصدر السابق: ص ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>