للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول رشيد بو جدرة: (أي أديب عربي تعرض للواط في كتاباته؟ لا أحد، فأنا أول من تجرأ على ذلك في كتابي "التطليق") (١).

ويعترف محمد شكري باللواط ويصف حالات لواط منها ما ذكره -تدنيسًا- من لواط في المسجد.

أمَّا ابن جلون فإنه يذكر من يتهيج جنسيًا برؤية مؤخرات الساجدين في الصلاة، وغير ذلك من العبارات الرمزية والصريحة التي تشير إلى اللوطية وكأنها من الأمور المعتادة الخفيفة التي لا ضير فيها (٢).

هذه بعض الأمثلة السريعة التي يمكن من خلالها أن تعطي صورة عن الانحرافات المتعلقة بالسلوك والأخلاق عند أصحاب الحداثة، وتبين إلى مدى ما وصلت بهم المحاربة للأخلاق الإسلامية والدعوة إلى الانحلال والفوضى الخلقية، ويكفيك من شر سماعه!!.

بيد أنه سيقال عند هذه الأمثلة بأن الشاعر أو الروائي يحكي الواقع ويصور الحال كما هو، ولا تثريب عليه في ذلك.

والحقيقة أن الفن والأدب في العصر الحديث يتدهور كل يوم بدعوى "الواقعية" واقعية المادة وواقعية الحيوان، ومن ثم فقد الآفاق السامية والمقاصد السامقة، فقد الجمال ومعاني الفضيلة والخير بهبوطه السحيق في مستنقعات الرذائل، وتحول باسم الواقعية أو التحررية أو المعاصرة إلى ناقل للأمراض الخلقية، ومروج للفساد والباطل، فما أعظم الخرافة التي يعيش فيها هؤلاء ومن تابعهم، وما أفضع الهوة التي ينحدرون إليها!!.

الواقع حقيقة ما في ذلك ريب، ولكن الارتفاع فوق الواقع إلى آفاق


(١) رأيهم في الإسلام: ص ١٧٢.
(٢) انظر: ديوان صلاح عبد الصبور: ص ٥٢٠، ٥٢١، والخبز الحافي: ص ٦٥، ٦٧، ١١٢، ٢١٦، والشطار: ص ١٠ - ١١، ١١٧، وليلة القدر: ص ٢٨، ومسك الغزال: ص ٩٣، ٩٤، ١٦٨، والإنكار لرشيد بوجدرة: ص ١٢٣، وأحاديث عن جبران: ص ١٠٨، وشقة الحرية: ص ١٦٥، وعرس بغل: ص ١٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>