للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلى في بلادي أنا خالقون

بنبض شرايينها عمروها

محو عثمة اليأس واليائسين بأجفانهم

بفرحتهم لامتلاك الوجود بأحزانهم

هنا دفقوا دمهم في الزمان

هنا اختصروا عمرهم في ثواني

هنا ملأوا كل شيء يقينا) (١).

هذه الكلمات من ضمن مقطع أطلق عليه اسم "الفراغ" يتحدث فيه عن أرض المسلمين أرض العرب بتهكم وازدراء ويصفها بالتخلف والرجعية ويرمز لذلك (بالشبح والسراب والرمل واليبس والدكنة والمحل والملل والمقابر والأنين والمجازر والحقد والصقيع) (٢)، ثم يتحدث عن ماضي المسلمين دينًا وتاريخًا فيرسل سيل شتائمه المكرورة (فالدين أساطير مغلقة، وأجفان مخيطة بالغبار، وأص المسلمين فراغ وانطفاء وضياع، أحرق البلدان وبذر بذور الموت وخرب الأعمار) (٣)، فانحطت البلاد في فراغ وتلويث ويأس، ثم يسأل أسئلة المستنكر:

(لمن جيلنا يحرق البخور لمن يسجد

وأي إله ترى يعبد؟

لمن ينتمي ويشد يديه اعتدادا

ويحيا له صحة وجهادا) (٤).


(١) الأعمال الشعرية لأدونيس ١/ ١٣٤ - ١٣٥.
(٢) انظر: المصدر السابق ١/ ١٢٩.
(٣) انظر: المصدر السابق ١/ ١٣٠.
(٤) الأعمال الشعرية لأدونيس ١/ ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>