للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمَّا موقفهم العملي من نظم الإسلام ومحاربتهم الأكيدة ومعادتهم الشديدة لحكم الإسلام، فإنها تضيف بصورة عملية أفتك الأسلحة المضادة للمجتمع والداعية إلى انهياره وتمزيقه، وكذلك موقفهم المحارب للأخلاق الإسلامية، والداعي إلى الرذائل الخلقية والانحلال والفوضى.

ويضاف إلى كل ما سبق ذكره ما لهم من مواقف وأقوال صريحة في هذا الصدد، وقد سجل إحسان عباس موقفهم من المجتمع في كتابه "اتجاهات الشعر العربي المعاصر"، ومما جاء فيه أن من الحداثيين من (يعتقدون بلا ريب أن الفرد والمجتمع يمثلان طرفي صراع) (١).

ثم بين وجه رؤيتهم لهذا الصراع الذي أضحى محورًا من محاور شعرهم، وذكر أمثلة لذلك كرواية "اللص والكلاب" لنجيب محفوظ، وكلام ممدوح عدوان في قصيدته "العابرون كالرعد" ثم يتساءل إحسان عباس: (كيف يكون الوضع بالنسبة لشاعر كان يجد هويته أولًا ثم بسبب عوامل متعددة أحس بالاغتراب من بعد، وبفقدان تلك الهوية؟) (٢).

ثم أضاف: (ويبدو لي أنه لابد لوضع هذه القضية في موضعها الصحيح من أن نميز -في الصراع بين الفرد والمجتمع- مواقف متفاوتة فهناك الغربة أو الاغتراب، وهناك الثورة على المجتمع، وهناك التأقلم بالمناخ الاجتماعي، وهناك العزلة الكلية عن المجتمع) (٣)، ثم راح يشرح هذه البدائل.

ثم ذكر إلحاح بعضهم على قضية صراع الطبقات، سواء كان ذلك


(١) اتجاهات الشعر العربي المعاصر: ص ١٥٣. ومصداق ذلك قول سعيد السريحي: (من شأن البعد الإنساني الحر الذي تتسم به رؤيا الفنان أن يجعل انفصاله عن الجماعة أمرًا قدريًا لا مندوحة له عنه دهان آمن في ظاهر الأمر أو باطنه بكل أعرافها وخضع لكل تقاليدها في حياته العامة) الكتابة خارج الأقواس: ص ٣٧.
(٢) المصدر السابق: ص ١٥٤.
(٣) المصدر السابق: ص ١٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>