للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانهياره، لكي تولد بنية أفضل مسايرة للعلم) (١).

وفي موضع آخر يمتطي أدونيس جبران فيذكر أنه استطاع أن يغير علاقة الإنسان مع الكون ومع اللَّه -حسب زعمه- ويذكر في ذلك أن الإنسان لم يعد عبدًا للَّه، ولم تعد العلاقة بينهما علاقة خالق ومخلوق، بل اجترأ في طغيان واضح فزعم أن اللَّه -جلَّ وعلا وَتقَدَّس- أصبح هو والإنسان يمثلان كيانًا واحدًا (٢)، ثم يخلص من هذه الإلحاديات قائلًا: (ونستطيع أن نجد هنا ما يذكرنا بالثورة على الأب، في الجيل الحاضر، فالأب رمز للماضي، واللَّه، كأب، رمز لما هو خارج التاريخ، لا يتغير ولا يتجدد، رمز لشريعة خارجية ثابتة، أي رمز لكل ما يناقض المستقبل؛ لأن الوجود المليء الكامل، في النظرة الأبوية هو الماضي، أمّا المستقبل فعدم ونقص) (٣).

تعالى اللَّه عما يقول الكافرون علوًا كبيرًا.

في هذا النص يكشف لنا أدونيس وأضرابه العلاقة التقليدية المعروفة من عهد الجاهلية الأولى، بين الإلحاد وتدمير المجتمع ومؤسساته، والتي منها الأسرة متمثلة في الأب رائد الأسرة.

وفي موضع آخر من تلمود الحداثة يحدد أدونيس في بياناته الحداثية مراده بمواجهة "السائد" -وهي عبارة يرددها الأتباع الصغار كثيرًا- وقد ذكر أن السائد الذي تجب مواجهته هو المتمثل في (مؤسسات المجتمع العربي: "العائلة، المدرسة، الجامعة، التشريع، السياسة، الدين، الثقافة بأشكالها الإعلامية والأدبية. . .، وهكذا فإن العائلة في المجتمع العربي ما تزال أسيرة التكوين القبلي -الثيوقراطي (٤) -، والمدرسة العربية ليست تقليدية وحسب،


(١) الثابت والمتحول ٣ - صدمة الحداثة ٧٠ - ٧١.
(٢) انظر: المصدر السابق ٣/ ١٧٢ - ١٧٣.
(٣) المصدر السابق ٣/ ١٧٣.
(٤) ثيوقراطي، هو إقامة النظام على أساس ديني، ولما تخلصت أوروبا من حكم الكنيسة ودينها المحرف، اعتبروا بناء على ذلك أن أي حكم يقوم على أساس ديني =

<<  <  ج: ص:  >  >>