للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأن المستقبل يتربى على يدي!) (١).

طموحاته ومشروعاته تهديم المجتمعات وتقويض عواصم بلاد الإسلام، وهدم القبائل الذي يغتبط به لا يعني به سوى معاداة هذه المجتمعات والسعي في إبطال مقوماتها الشرعية والأخلاقية والاجتماعية، وكل ذلك يؤكد بشكل قاطع رفض هؤلاء لكل مجتمع انبنى على دين الإسلام أو تأثر به.

ومن معاول هدمهم توجههم إلى الأب والأسرة بعداوة تقويضية هدامة، ومن ذلك دعوتهم إلى تحلل المرأة وفسادها على حد تعبير أحدهم: (الحداثة بالنسبة للمرأة العربية هي مثلها بالنسبة للمراهق، وتختصر بكلمة حادة وحاسمة "الرفض" وترى الحداثة كأنها ليست بتبني طريقة جديدة في العيش والتفكير بقدر ما هي رفض القديم، إنّما من الملفت أنه في ما يتعلق بالأخلاق الجنسية، الحداثة ليست سوى إرادة اللا، ولم يكن من قبيل المصادفة أن الحداثة كانت، ومنذ البدء، مطابقة لتحرر وانطلاق المرأة وانتهت بأن أصبحت مطابقة للتحرر الجنسي، تسير الأمور وكأن المرأة العربية، ترفض من الآن فصاعدًا كونها الضحية الأبدية. . . هذا الرفض يعاش فرديًا، ومنذ اللحظة التي تعي فيها المرأة ذاتها وجسدها، في زمن اجتماعي يقع تحت ضغط الحداثة، إنّما هذا الرفض لا يطال حياتها فقط، إنّما يطال كل المستوى العلائقي مرة واحدة. . . ما ترفضه المرأة، هو وضعية القاصر، أي الدور التقليدي السلبي اجتماعيًا، أم - زوجة، تابعة لسلطة رجل مالك للأولاد والأرزاق، إذًا ترفض المرأة ما تربت عليه، حيث في غفلة عنها جعلوها قاصرة بواسطة العنف الرمزي المقنع للتربية الأخلاقية السائدة. . . الخروج من الاستلاب الإيديولوجي بدأ يضرم النار في الحياة الزوجية، إن إعادة النظر في توزيع الأدوار، ووعي المرأة لهويتها وإرادتها بالاستقلالية، وبحثها عن شخصية منعتقة من الشعارات والنماذج التقليدية دفعها للتساؤل حول معنى


(١) الأعمال الشعرية لأدونيس ٢/ ٤١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>