للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هي: أن هؤلاء أتباع مطيعون طاعة عمياء، ومقلدون تقليدًا أعمى يرجون معه ثواب ومديح أسيادهم والمكافآت المعنوية والحسية.

ويشكلون لأنفسهم مجتمعًا فكريًا وعمليًا يحاط بالطقسية الكهنوتية الكاملة، لا يقبلون معها نقدًا ولا يرتضون أسئلة ولا يسمحون لغيرهم أن يدخل مجتمعاتهم الإعلامية أو المنبرية أو التأليفية، وهو ما كتب عنه بعض الكتاب والصحفيين باسم "الشللية".

وعلى كل حال فإن طموحهم العلماني لعزل المجتمع عن تأثير الدين ما زال يحدوهم فكريًا وعمليًا إلى ترديد الزعم بأنه لا يُمكن قيام مجتمع على أساس ديني بعبارات متنوعة، على حد تعبير من يصرح بذلك مكذبًا للتاريخ الإسلامي، وللواقع المعاصر الذي قامت فيه مجتمعات على أساس دين الإسلام، وممن صرح بهذا التصريح المغالط الحداثي عبد الرحمن منيف القائل: (لا يسعنا تصور مجتمع قائم على أسس دينية في زمننا الحاضر، فالدين بات مسألة شخصية لا يتعدى هذه التخوم، لذا يستحيل قيام مجتمعنا على دعائم دينية، كما يستحيل إضفاء على أحد الأديان صفة الشمولية الكونية) (١).

أمَّا يوسف الخال فيقسم التيارات الإسلامية إلى صادق وجاهل وخبيث حسب رأيه في موقفهم من تطبيق الإسلام على المجتمعات فـ (الخبيث الذي يدعي عن غير اقتناع أن الخضوع للشريعة الإسلامية واجب على كل المجتمعات، ويضم هذا التيار عدد (٢) من المثقفين لا يستهان به) (٣).

ويطلق أحدهم تصريحًا ثوريًا بعيدًا عن أي احترام لديه للأمة أو عقول الناس فيقول: (. . . إنها فكرة متطرفة أن نحاول اليوم تطبيق نظام اجتماعي يعود لما قبل خمس عشر قرنًا) (٤).

وأمثال هذا الكلام كثير في كتبهم ومجلاتهم ومحاضراتهم.


(١) رأيهم في الإسلام: ص ٢١.
(٢) هكذا.
(٣) المصدر السابق: ص ٢٩.
(٤) المصدر السابق: ص ١٢١. والقول للحداثي المصري جمال الغيطاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>