للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وينتقل أدونيس من وصف فينيق أو مثاله المعاصر بالخلق إلى وصف زوجته بذلك فيقول:

(أسأل ماذا أُنشد

لزوجتي، لهذه الوالهة الخالقة الحب على مثالها) (١).

أمّا إذا تحول إلى مهيار فإنه ينغمس في مديح وتمجيد غير معهودين حتى عند شعراء البلاط المستجدين بشعرهم، بل إنه يستغرق في ثناء عبوديّ صوفيّ وتهالك منقطع النظير، ففي مقطع بعنوان "البربريّ القديس" يقول:

(ذاك مهيار قديسك البربريّ

يا بلاد الرؤى والحنين

حامل جبهتي لابس شفتي

ضد هذا الزمان الصغير على التائهين

ذاك مهيار قديسك البربريّ

تحت أظفاره دم وإله

إنه الخالق الشقيّ. . .) (٢).

ومهيار هو القناع الحداثيّ لأدونيس الباطنيّ وأفكاره وعقائده الوثنية، فهو المراد بالقول السابق وهو المراد بقوله: (أحمل هاويتي وأمشي أطمس الدروب التي تتناهى، أفتح الدروب الطويلة كالهواء والتراب - خالقًا من خطواتي أعداءً لي، أعداءً في مستواي، وسادتي الهاوية والخرائب شفيعتي. . .

ولا شريان عندي لهذا العصر - إنني مبعثر ولا شيء

يجمعني.


(١) الأعمال الشعرية لأدونيس ١/ ٢٠٢.
(٢) المصدر نفسه ١/ ٢٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>