للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(سأنفخ الرماد في عيونكم

وأدلق الخمر على جباه كباركم:

يا أيها السادة، يا أشباه. . .

الشعر لا تطاله أوامر النقاد، الشاعر في رؤياه

يقودكم، سأمانَ، من أنوفكم

عبر التعاسات

ولا يقاد كالحصان في سراه

فلتخفضوا يا سادتي الجباه) (١).

- وبلغ بهم الحال في تصوير شمولية الحداثة أن أوصولوا الشاعر إلى درجة النبوة، والحداثة إلى درجة الديانة، يقول يوسف الخال في بيانه الشعري الذي يقول عنه بعضهم: (صدور بيان يوسف الخال كان بالتأكيد العلامة البعيدة لهذا الوعي الغربي المغاير كان ذلك ٣١ يناير كانون الثاني ١٩٥٧ م بعد سنتين من عودة يوسف الخال من أمريكا التي كان سافر إليها في ١٩٤٨ م) (٢).

يقول الخال في بيانه: (إن الشاعر الذي يصل فى قصائده إلى النبوة هو الذي يعرف كل شيء ولا يعرف، هو الذي يقول ولا يقول، هو الذي لا يكون في العالم رغم أنه موجود فيه، هو الذي يكشف لنا أكثر الحقائق قوة دون أن يكون متأكدًا منها. . . الشاعر وحش يقف ضد كل شيء ويهدم حتى نفسه عندما يجد ذلك ضروريًا. . . إن حلم القصيدة في كل العصور هو حلم التجاوز، وترسيخ دين جديد لا يفرض تعاليم جديدة وإنّما يجعلنا نعرف أنفسنا والعالم الذي نعيش فيه بدون كلمات) (٣).


(١) ديوان البياتي ١/ ٣٣٧.
(٢) الشعر العربي الحديث بنياته وإبدالاتها لمحمد بنيس: ص ١٢.
(٣) قضايا وشهادات ٣/ ١٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>