للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاشتراكيين اليهود الأوروبيين في النمسا عام ١٣٢٥ هـ/ ١٩٠٨ م، وهو المخطط الذي يهدف إلى فتح أبواب الشرق للشعب اليهودي ليستقر في فلسطين ويؤسس دولة له هناك (١).

وقد اتفقا على مجموعة من الخطوط الاستراتيجية العامة منها إن فتح أبواب الشرق واستقرار اليهود في فلسطين يتوقف بالدرجة الأولى على تدمير الدولة العثمانية (٢).

ولما دخل لينين إلى روسيا مع لفيف من رفاقه الروس والبولنديين كان في عدة آلاف من اليهود الذين فروا من الجيش الروسي القيصري في انتظاره، وذلك في سنة ١٣٣٥ هـ/ ١٩١٧ م وكانت المصارف اليهودية والأثرياء اليهود قد قدمو الأموال لترسيخ أقدام اليهود في الثورة اللينينية الناشئة حتى وصل كثير منهم إلى موضع القيادة.

وقد استطاع زعماء الحركة الماركسية اليهود أن يتغلغلوا داخل هذه الدولة الجديدة وأن يضعوا الخطوات العملية للاستفادة من وجودها، وكانوا من واضعي الطوق الحديدي لعزلها عن العالم الخارجي (٣)، ولم يكد يمر العام الثاني على مولد الدولة الماركسية في روسيا حتى باشرت اللجنة التي شكلها لينين برئاسة تروتسكي بتنفيذ المخطط المتفق عليه مع وايزمن وقادة الحركة الصهيونية اليهودية، وأول ما قامت به دولة البلاشفة لتحقيق طموح اليهودي إقامة دولة يهودية في فلسطين على أساس اشتراكي ماركسي أنها أوفدت اثنين من اليهود هما "جاك شابيليف وراوول كارنبورغ" لإنشاء حزب ماركسي يكون قاعدة لنشر المبادئ الاشتراكية الماركسية في المنطقة، وبالفعل تألف الحزب الماركسي في فلسطين، سنة ١٣٣٧ هـ/ ١٩١٩ م، ومنه تسللت تعاليم كارل ماركس إلى الأقطار العربية المجاورة، وفي غضون سبع سنوات ثم تأليف أربع أحزاب ماركسية في مصر سنة ١٣٣٩ هـ/ ١٩٢١ م، وفي سوريا


(١) و (٢) انظر: دور الدول الاشتراكية في تكوين إسرائيل: ص ١٦ - ١٧.
(٣) انظر: المصدر السابق: ص ٢٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>