للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبدأ بعضم يناضل على الطريقة الشيوعية المعهودة، ويدعي أنها مجرد أزمة وتزول، أو أنها اجتهادات تطويرية داخل الماركسية، خاصة بعد أن ظهر كتاب غورباتشوف "البيروسترويكا" إعادة البناء (١)، الذي أقر فيه صراحة وضمنًا بفساد السلوك السياسي والاقتصادي في الدولة السوفيتية، ودعا إلى الحوار مع الآخرين بدلًا من الصراع الذي هو أساس العقيدة الشيوعية، ودعا إلى الحوافز المادية والسوق الحرة والملكية الفردية، وغير ذلك من الدعوات المناقضة تمامًا للعقائد والماركسية (٢).

وفوجيء الأتباع في البلدان الإسلامية بانهيار الاتحاد السوفيتي والدول الدائرة في فلكه، فأصابتهم الفاجعة، وبدأوا يذوبون أو تذوب مفردات الماركسية والتقدمية، فسكتوا تمامًا بعد مرحلة الدفاع أيام البروسترويكا، وتحول معظمهم إلى الجانب الآخر المتناقض تمامًا، إلى الليبرالية الغربية وانتقل الرفاق الثوار إلى غربيين ديمقراطيين ليبراليين برغماتيين، بين عشية وضحاها.

أمَّا القضية المحورية في العالم الإسلامي "قضية القدس وفلسطين" فقد كانت دولة الاتحاد السوفيتي أول دولة تعترف بدولة اليهود المسماة "إسرائيل"، وكان قبل قيام دولة البلاشفة في عام ١٣٣٥ هـ/ ١٩١٧ م التقى لينين بالزعيم اليهودي الصهيوني حاييم وايزمن في مدينة زوريخ السويسرية، وبحضور كارل راديك والكاتب الصهيوني جاك ليفي والبروفسور اليهودي النمساوي مولير فاندسيم العضو في الحركة الاشتراكية والبروفسور اليهودي البولندى دافيد هارن، وذلك في عام ١٣٣٤ هـ/ ١٩١٦ م وعقدت سلسلة من الاجتماعات بين لينين ووايزمن في منزل الصناعي اليهودي دانيال شوين بحث فيه المخطط الثوري الاشتراكي الماركسي لهدم القيصرية في روسيا، وبحث أيضًا المخطط اليهودي للشرق الذي وضعته لجنة من زعماء


(١) و (٢) انظر: كتاب "عملية إعادة البناء والتفكير السياسي الجديد لنا وللعالم أجمع"، تاليف غورباتشوف وترجمة وليد مصطفى واكر مدانات وآخرون.

<<  <  ج: ص:  >  >>