للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ماذا نسمع اليوم من أرباب الحداثة والعلمنة سوى اللهج الدائم بالديمقراطية والتأكيد المستمر في تقديس هائم على غرار قول عبد الرحمن منيف: (الديمقراطية أولًا، الديمقراطية دائمًا) (١).

أمَّا سواقط الجراب الغربي الليبرالي من المذاهب الفكرية والأدبية فلابد أن تجد لكل واحد منها دعاة ورعاة من أبناء البلاد الإسلامية، من الحداثيين والعلمانيين.

ومن أمثلة ذلك "الوجودية" (٢) و"السوريالية" (٣) و"البنيوية" (٤) و"البرناسية" (٥) و"البرغماتية" (٦) و"الرومانسية" (٧) و"الشخصانية" (٨) و"الواقعية" (٩) و"الوضعية" (١٠) وغيرها من الفلسفات والمذاهب الغربية التي انخرط في سلكها المستغربون، أهل التحضر والعصرية والتقدم والنضهة والتنوير!! كما يطلقون على أنفسهم، وعلى عقولهم المستطرقة ونفوسهم المستعبدة.


(١) الديمقراطية أولًا، الديمقراطية دائمًا كتاب حديث لعبد الرحمن منيف بعد رحلة تنقلاته من الماركسية إلى البعثية اليسارية الاشتراكية ثم أخيرًا إلى ليبرالية ديمقراطية غربية.
(٢) و (٣) و (٤) و (٦) و (٧) و (٩) و (١٠) سبق إيضاحها. انظر: فهرس المصطلحات.
(٥) البرناسية نسبة إلى برناس جبل في اليونان تزعم الخرافات اليونانية أنه مقر أبولون وربات الفنون المعنية بالغناء والشعر والرسم والرقص. . . إلخ، والبرناسيون جماعة من شعراء فرنسا اتخذوا موقفًا مناهضًا للرومانسية، ونادوا باللافردية والفن لأجل الفن وغيرها. انظر: المعجم الأدبي لجبور عبد النور: ص ٥٠.
(٨) الشخصانية مذهب فلسفي يعطي الشخص البشري قيمة لا تضاهى، وقد جاء هذا المذهب كردة فعل لسوء معاملة الأشخاص في المجتمع الغربي الصناعي الذي اعتبرهم في مستوى الآلة، وقد قرر فيلسوف الشخصانية ايمانويل مونييه أن للشخص قيمة مطلقة لا يجوز انتهاكها، وعلى ذلك فقد أضحت الشخصانية نظرية أخلاقية واجتماعية تقوم على القيمة المطلقة للشخص، فإليها يرد كل شيء. انظر: المعجم الفلسفي: ص ١٠١، ومعجم المصطلحات والشواهد: ص ٢٤٩، وموسوعة السياسة ٣/ ٤٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>