وفساد، ثم تفجرت قضية مساواة المرأة في الأجور، واستمرت لتصبح دعوة لمساواتها بالرجل في كل شيء.
ونشأ من هذه الأوضاع المتأزمة بين أصحاب رؤوس الأموال والعمال نفسية عداء وصراع متواصلة، وعداوات متوالية انعدمت معها معاني الإنسانية والتراحم.
ومن الأمور التي جاءت بها الديمقراطية بعد كفاح مرير "حق التعلم" حيث كان هذا الحق مقصورًا على السادة والنبلاء والأشراف وسائر طبقات الإقطاعيين وأبناء علية القوم، أمَّا سائر الشعب فيعيش في جهالة تامة وأمية كاملة، وبعد صراع طويل استطاعت الديمقراطية وبعد حقبة من الزمن أن تفرض حق التعلم للرجال أولًا ثم بعد فترة للنساء، وكان بعد ذلك ما كان من تدرشى الفلسفات المادية والإلحادية واختلاط البنات بالأولاد وغير ذلك.
وتعتبر الحقوق السياسية، أبرز الحقوق الديمقراطية وأظهرها حق الانتخاب وحق الترشيح وحق الاحتجاج وحرية الكلام وحرية الاجتماع، وما يتبع ذلك من حقوق الإشراف على الحكومة وتوجيهها ونقدها والاعتراض على أعمالها.
كل ذلك حق مثبت -نظريًا- لأي مواطن.
كما أن هناك مجموعة من الضمانات التي نادت بها الديمقراطية أشهرها:
"ضمانة الاتهام" ومقتضاها ألّا يؤاخذ أحد إلَّا بدليل، ولا يعاقب إلّا ببرهان، وأن الأصل في المتهم البراءة حتى تثبت تهمته، فلا يحبس أو يوقف إلَّا بمقتضى حقيقية تستوجب ذلك.
ومنها "ضمانة التحقيق" ومقتضاها ألّا يكره المتهم على الاعتراف، ولا يستخدم معه أي أسلوب من أساليب الضغط لحمله على الاعتراف، سواء بالترهيب أو الترغيب أو الاستدراج.
ومنها "ضمانة الحكم" ومقتضاها أن يحكم على المتهم بالعقوبة