وما حصل من صراع بين مجلة شعر التي تمثل التيار الليبرالي الغربي الأمريكي خاصة، ومجلة آداب التي تمثل التيار الليبرالي الوجودي، ومجلة الثقافة الجديدة التي تمثل التيار الماركسي أكبر شاهد على مقدار ديمقراطية القوم (١)!!.
هذا هو موقفهم "التحرري" من بعضهم، أمّا غيرهم ممن يتبنى الأصالة، وينتمي إلى الأمة، ويحترم التراث فليس له عندهم أي مكان، بل هو محروم مطرود حتى ولو ظهر في غاية الوداعة والتلطف والحوار الهادئ!! فأين هي الديمقراطية والحرية؟!.
أمّا الإداريون والاقتصاديون الذين يتشدقون بالديمقراطية في البلدان الإسلامية، فهم في الحقيقة ذئاب في جلود نعاج، يتخذون الديمقراطية شعارًا للتمكين واستدرار العطف والدعم من أسيادهم الغربيين الذين يعلمون أحوالهم مفصلة، ولكنهم يبقونهم لينفذوا المخطط الغربي "اليهودي والنصراني" الذي يهدف إلى بقاء الأمة في دائرة التبعية والضعف.
في الغرب تجري المسرحية الديمقراطية بشكل متقن، ويؤدي الجميع أدوارهم بدقة، أمّا المستغربون من أبناء البلاد الإسلامية فهم يؤدون المسرحية ببشاعة القرود، إلى حد أن نتائج الانتخابات!! تظهر بنسبة ٩٩.٩٩ % أمّا المجالس النيابية فحدّث عن مهزلتها ولا حرج!!.
وعلى رغم بشاعة وانحراف الديمقراطية في الغرب إلَّا أنها تعتبر بالنسبة للديمقراطية المدعاة عند المقلدين في الشرق، نوعًا من التفوق والعدالة، لم يستطع المقلدون ولم يريدوا أن يكونوا على هذا المستوى، كما أن أسيادهم في الغرب لا يريدون لهم أكثر مما هم عليه، بل قد يريدون منهم أن يمارسوا البشاعة تحت رداء الديمقراطية بأكثر مما هم عليه.