للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"الوجودية" المادية الإلحادية، وروجت لأبشع أنواع الفساد الاعتقادي والاجتماعي، من خلال الدعوة إلى هذه العقيدة الوجودية الإلحادية، ونشر نتاج أصحابها، وصناعة نجوم من المنبهرين والمقلدين لهذه العقيدة الإلحادية.

ومع كل ذلك ودلالته على البراء من الأمة والولاء لأعدائها، فإننا نجد أن أحد أعلام الحداثة يؤكد هذا المعنى حيث وصف هذه المجلة وأصحابها بالعمل في خدمة الاستعمار.

جاء في مجلة الآداب نفسها أن (الأستاذ عبد الوهاب البياتي اتهم مجلة الآداب بالعمل في خدمة الاستعمار، وستقيم عليه الآداب دعوى قدح وذم لدى المحاكم العراقية. . .) (١).

وتلك تهمة لم يبرأ منها البياتي فقد كان هو بعقيدة الشيوعية وانتمائه الماركسي يمارس الدور نفسه ولكن لصالح الاتحاد السوفيتي والأممية الشيوعية العالمية.

ومما يؤسف له أن نجد بعض الناس يثني على مجلة الآداب وعلى رئيس تحريرها، ويشيد بدورهم في كشف خيانة أعداء الأمة العربية والإسلامية (٢)!!، بل يقول بصريح العبارة: (وأنتم تعلمون أنه بانتهاء الأمجاد الرومانسية ممثلة في توقف مجلة الرسالة -إذ أدت هذه المدرسة دورها- قامت مجلة الآداب وعمدتها المثقف الفذ سهيل إدريس لترعى أدب الحداثة بكل أجناسها.

ولست أقول أن مجلة الآداب تمثل خطًا إسلاميًا ملتزمًا، فالمفكر المسلم غائب عن أدب الحداثة.

وإنّما أقول إنها صاحبة موقف عربي ووطني، وما وقعت فيه من حماقات الوجودية إنَّما هو اجتهادات خاطيء، وليس عمالة ومؤامرة وقحة.


(١) المصدر السابق: ص ٥٥ نقلًا عن مجلة الآداب، عدد آب ١٩٥٤ م: ص ٧١.
(٢) انظر: كتاب القصيدة الحديثة وأعباء التجاوز لأبي عبد الرحمن الظاهري: ص ١٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>