وهي ذات الفضل في بلورة أدب الحداثة من منطلق النظرية الفنية.
بيد أن مجلة شعر -رغم قصر عمرها- استطاعت أن تسحب البساط من تحت سهيل إدريس وتفقده أهم جمهوره، ذلك أن سهيلًا ومجلته يعملان بإخلاص للنظرية، وأولئك قوى تدعمها المؤسسات الأجنبية والقوى المعادية. . . ويكفى سهيلًا ومجلته أنه أول المنتبهين للمفسدين في شعر وحوار ومواقف) (١).
وهذا القائل يعلم قبل غيره أن مجلة الآداب ورئيس تحريرها قامت على العقيدة الوجودية المتفرعة عن الإلحاد، ويكفي انسلاخها عن الإسلام في الحكم عليها، فكيف وقد أضافت إليه الدعوة إلى الإلحاد وأنواع الضلالات؟!.
فلماذا هذا التهوين والتسويغ والقول بأنها "حماقات وجودية جاءت من اجتهاد خاطيء"؟.
أي اجتهاد في نقض الإسلام وبناء الكفر؟، أليس هذا التلطيف لهذه الجرائم البشعة من خيانة اللَّه ورسوله وخيانة الأمانة ومخادعة الأمة؟.
لو أن شخصًا اعتدى على هذا الكاتب ثم جاء يشتكيه ويحاكمه إلى آخر، فأخذ هذا يثني على سمت المعتدي وحسن بزته، وجمال طلعته ويقول إن ما وقع فيه من حماقات بالاعتداء على فلان إنَّما هو اجتهاد خاطيء.
أيرضى الكاتب بهذا الحكم؟.
أمَّا زعمه أن هذه الحماقات الوجودية ليست عمالة ولا مؤامرة فيكذبه منزع هذا المذهب ومورده، واتجاهاته الاعتقادية والاجتماعية والسياسية،