للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشخصيات أصحابه، ثم يكذبه القول الذي نقلناه آنفًا عن البياتي وهو حداثي أعرف بأصحابه وزملائه وأهل ملته.

أمّا ثناؤه على موقفها من عصابة شعر وحوار ومواقف، فيمكن النظر إليه من خلال الصراع المماثل بل والأكبر الذي كان بين الرأسمالية والشيوعية وأذيالهما في سائر البلدان.

فهل أصبح الشيوعيون في قائمة الإخلاص والنزاهة؛ لأنهم فضحوا مخططات خصومهم الرأسمالية؟، وهل أضحى الليبراليون في القائمة نفسها؛ لأنهم كشفوا مثالب وعيوب الشيوعيين؟.

إن طبيعة الباطل أنه ومنطقه على منوال ما أخبر اللَّه سبحانه وتعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ} (١).

فلماذا يا أهل الإسلام تعطون الدنية في دينكم؟ ولماذا تشاركون ولو بشطر كلمة في تأييد الكفر وملله؟، ألم تقرأوا قوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} (٢).

ولماذا هذا التدليس الخطير على الأمة بالثناء العاطر على رموز الردة والإلحاد والإدلاء بشهادات التبرئة لهم من العمالة والخيانة؟.

أليس من الجدير أن يعظ هذا المؤلف نفسه بأقوال أشياخ لهم في باب الولاء والبراء لسان صدق عالي الذكر؟، وهو القائل: (وليس من شيمة العربي أن تتجاذبه الظنون نتيجة أحداث تاريخية مضللة ثم قد يموت ولم يدرك سر هذه الأحداث.


(١) الآية ١١٣ من سورة البقرة.
(٢) الآية ٢٢ من سورة المجادلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>