للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتنافسوا في إطراء الجائزة وصاحبها، وكان الأمة قد نالت نواصي العزة والتمكين لما حصل أحد القصاصين على جائزة يهودية!!.

لقد تراقص العلمانيون والحداثيون والفارغون فرحًا على دقات طبل "نوبل" وفرحوا بالجائزة التي "جعلت أدب العرب في مصاف الآداب العالمية!! " فرح الجعل بدحروجته فهل كانت الجائزة بريئة المقصد، أم أنها كغيرها من الجمعيات والمنظمات الثقافية والأدبية والفكرية الغربية لها وجهان ظاهره العلم والثقافة، وباطنه العمالة والفساد؟، وقد رصد الدكتور السيد أحمد فرج تفصيلات هذه القضية من بداية نجيب محفوظ حتى حصوله على جائزة نوبل، وقد أجاد في رصد "ظاهرة نجيب محفوظ" وحيثيات نيله هذه الجائزة.

وسوف أحاول هنا تلخيص أبرز ما ذكر مما له علاقة بهذا الموضوع:

أ) - بداية نجيب محفوظ: (قيل إن الذي اكتشف نجيب محفوظ ولفت الأنظار إليه هو المستشرق المبشر "جومييه" راهب دير الدمنيكان بحي العباسية بالقاهرة، ويؤكد رشيد الزواوي في كتابه: "أحاديث في الأدب" أنه بعد ظهور الثلاثية بدأ الناس يقرون بموهبة نجيب محفوظ، خاصة إثر المقال الذي كتبه الأب جومييه، فقد أحس هذا الراهب بذوقه الناقد أن فنًا جديدًا يولد في مصر، فكتب مقالًا عن الملحمة الروائية الجديدة لنجيب محفوظ بالفرنسية، ويقرأ طه حسين المقال، ويبادر بقراءة نجيب محفوظ، ويهتم به اهتمامًا خاصًا، ويكشف عن أن فن الرواية الأدبية قد بدأ يظهر في الساحة الأدبية على يد الروائي نجيب محفوظ) (١).

ب) - كان محفوظ وفديًا ثم تحول إلى اليسار الوفدي ثم بعد الثورة إلى الاشتراكية العلمية، ليصبح من غلاة التيار الاشتراكي أيام عبد الناصر، وفي تلك الفترة (برز بأهم نتاجه في عمل أرضى الزعيم. . . وهو عمل إبداعي شيطاني لم يسبق له مثيل في أي عمل أدبي من آداب الأمم قاطبة


(١) أدب نجيب محفوظ: ص ٤٧ - ٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>