للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القصائد حدود الكاركاتورية "أشرد في مغاور الكبريت" أعانق الأسرار، في غيمة البخور في أظافر العفريت" (١). . . .

وهو ثالثًا شعر الأنا المفحمة المنتفخة المتمركزة. . . هذه الأنا المضخمة التي ستكشف شيئًا فشيئًا عن فراغيتها تسود عمل أدونيس كله، تبدأ في مهيار بعمومية كونية. . . إلى هذيان مضجر حول الاسم الشخصي "كيف أسكن أسمائي. . . مشكل هذه الأنا الفراغية التي لا تجد خلاصًا. . . إلّا في مطالعة ذاتها في مرآة مفخمة مرآة الكون ومرآة الاسم. . . ولما كانت جميع الشواهد الشعرية تأتي لتثبت لنا أنه امتلاء كاذب وانتفاخ رنان فإن هذا ينتهي إلى شعر مُسقم لا عمق فيه ولا حداثة) (٢).

هذه شهادات من داخل البيت الحداثيّ تؤكد أن ما ذكرناه في هذا الصدد حق، والحق ما شهدت به الأعداء.

ولا يفتأ أدونيس يكرر تفخيمه لنفسه كلما حانت له فرصة، ففي مقطع جنسيّ شهوانيّ طويل بعنوان "جسد" يتطاول في صلف وغرور قائلًا:

(. . . أتدحرج بين أنا الجمر وأنا الثلج

وبين

الياء

والألف

اتدلى

أخلق في اليوم يومًا آخر


(١) كلمات لأدونيس يستشهد بها كاظم جهاد على ما سماه "السرانية الإخفائية" وهي في الحقيقة نزعة باطضية أثرت في أعماله تأثيرًا كليًا بحكم نشأته النصيرية، وسوف يأتي تفصيل ذلك.
(٢) أدونيس منتحلًا: ص ١٣ - ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>