للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دليهم واحتضنيهم

كوني طرقًا لهم وفتوحات يا أسمائي

فأنا الأبد المتشرد خارج أسمائي

أبديًا) (١).

ومن الأمثلة قول أحد الماركسيين العرب ممتدحًا الشيوعية، وشعارها المتمثل في المطرقة والمنجل ودولتها الإلحادية "الاتحاد السوفيتي"، وينقل هذه الأبيات ماركسي آخر في احتفالية باهتة فيقول: (وإذ اندلعت الحرب الكونية أعلن إلياس خليل زخريا (٢) موقفه بوضوح حيث هو موقعه، فوقف ضد النازية والفاشية بطبيعة الحال واختار المعسكر الذي رأى فيه معسكر التحرر والتقدم والتغيير فهتف للاتحاد السوفياتي تحديدًا، وغنى بطولات شعوبه وجيشه الأحمر ومجد ملحمة ستالينغراد حيث إحدى ذروات الدفاع عن الوطن وعن إنسانية الإنسان وحريته:

منجله في الوغى ربه … والمطرق الفولاذ صوت الرسيل

يا فارس النور فداك الضحى … أحد الليالي وتسقّ الرعيل) (٣)

وإذا انعطفنا إلى المؤسسين الأوائل للحداثة العربية السياب والبياتي فإننا نجد هذا اللون من الانحراف قد أخذ جانبًا من التركيب الفكريّ


(١) الأعمال الشعرية الكاملة لأدونيس ٢/ ٣٦١.
(٢) إلياس خليل زخريا، ولد في البترون في لبنان عام ١٣٢٩ هـ/ ١٩١١ م، ودرس في الكلية العلمانية في حمص ثم في الجامعة اليسوعية في بيروت، ودرس العلوم الأدبية في السوربون، وهو شاعر وناثر وصحافي عمل في عدد من الصحف والمجلات، وكانت له مساهمات سياسية حيث شارك في حركة قومية اسمها الغساسنة، وجمعية أهل العلم، توفي في ١٤٠٦ هـ/ ١٩٨٦ م. انظر: شخصيات وأدوار: ص ٢٥٩.
(٣) شخصيات وأدوار لمحمد دكروب: ص ٧٠ - ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>