للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من حقول البؤس هذه الكلمات

. . . يا أبانا، يا أبًا إيتامه ملوا الصلاة

يا أبانا، نحن مازلنا نصلي من سنين

يا أبانا نحن مازلنا بقايا لاجئين

. . . يا أبانا نحن بعد اليوم لسنا بسطاء

لن نصلي لك كي تمطر قمحًا

لن نداوي بالحجابات وبالرقية جرحًا

نحن أنجبنا على الحزن كبار الأنبياء

وخلقنا من أمانينا التي تكبر. . ربًا

شق من مأساتنا للفجر ربًا. . .) (١).

إنه الدين الجديد الذي انتحله هذا الحداثي بعد جحده ربوبية اللَّه وألوهيته، خاطب اللَّه تعالى بالعبارة الكفرية النصرانية الشهيرة "أبانا الذي في السماء تقدس اسمك" والتي يزعم النصارى أنها من الإنجيل، وهي ليست منه بل مما كتبت أيديهم، ثم بعد هذا الخطاب النصرانيّ توجه بإلحاد وعناد إلى اللَّه تعالى بأنه لن يصلي له، ولن يأخذ بدينه؛ لأنه دين خرافات وحجب ورقية -حسب زعمه- ولن يتبع نبي الإسلام؛ لأن عقيدته الشيوعية الماركسية قد أنجبت له كبار الأنبياء وأوجدت له ربًا يعبده ويخضع له من دون اللَّه.

وفي موضع آخر يخاطب ربه الجديد قائلًا:

(أيها الرب الترابيّ الذي يخشى عبيده

. . . أيها الرب فكن ما شئت. . واحكم وتحكم. . .) (٢).


(١) المصدر نفسه: ص ٦٣ - ٦٥.
(٢) ديوان سميح القاسم: ص ٤٧٥ - ٤٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>