للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمّا زميله الماركسي الآخر توفيق زياد (١) فعلى المنوال نفسه، فمن نشأة وأصل طائفيّ درزيّ، إلى فرع شيوعي ماركسيّ، وقد غرق في محبة الشيوعية وتمجيدها، إلى آذانه، وخبط في خوضها المنتن إلى حد جعله يتغنى بأمجاد الشيوعية قبل قيام الدولة الماركسية في الاتحاد السوفيتيّ الهالك، فهو يمتدح ثورة باريس المسماة كومونة باريس (٢)، وينسب إليها سيادة الكون فيقول:

(حبي الأول أنت

شرف الحرية، فارسها المغوار

سيد هذا الكون

وسيد كل الثوار

الحر الأول أنت

أول عبد يتجرأ أن يمشي منتصب الظهر) (٣).

وتوفيق زياد هو صاحب ديوان "شيوعيون" يقول فيه:


(١) توفيق زياد درزيّ فلسطينيّ ماركسيّ متعصب أحد عملاء اليهود، وأشهر المداحين للماركسية ورموزها، إلى حد تقديم طقوس العبادة لرموزها، مثل قصيدته عند قبر لينين، وشعره يدور على مستنقع الماركسية في خطابية فجة، وارتماء بيد، والشيء من معدنه لا يستغرب، هلك عام ١٤١٦ هـ، وهو على تمسكه بالحزب الشيوعيّ الإسرائيليّ، وعلى مبادئه المعادية للإسلام وقضاياه. انظر: تاريخ الشعر العربي الحديث: ص ٦٢٨، والمرشد تراجم الكتاب والأدباء: ص ٤٤.
(٢) الكومونة أو البلدية هي وحدة الحكم المجلس المحلي في فرنسا، ويراد به عند الماركسيين ما حدث في سنة ١٧٩٢ م عشية الاستيلاء على سجن الباستيل وانطلاق الثورة الفرنسية حيث بادر مجموعة إلى تشكيل لجنة دائمة مقرها بلدية باريس أطلقت عليها كومونة ثورية متطرفة مسلحة وقامت بأعمال إبادة ومجازر للملكيين واتخذت تدابير مضادة للنصرانية ثم ثار عليها الناس وأعدم أصحابها. انظر: موسوعة السياسة ٥/ ٢٦٤ - ٢٦٦.
(٣) ديوان توفيق زياد: ص ٥٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>