يحاول بتعبير آخر، أن يظهر خطأ التفسيرات التي تقدمها الأديان والأخلاق التقليدية للعالم والإنسان فيما يدعو إلى محو المذهبية القيمية، ويؤكد على فاعلية الحياة والإنسان الذي يبتكر القيم الجديدة، الأخلاق التقليدية هي التي تعيش الخوف من اللَّه، وتنبع من هذا الخوف، الأخلاق التي يدعو إليها جبران هي التي تعيش موت اللَّه) (١).
سبحان اللَّه وتعالى عما يصفون.
وفي هذا النص الخبيث عدة أمور:
أولًا: أن الهدم أصل حداثيّ، منه ينطلقون وعلى محاوره يتحركون.
ثانيًا: أن أول شيء يريدون هدمه هو الإيمان باللَّه تعالى؛ لينطلقوا بعد ذلك إلى هدم الدين كله والخلق والقيم والنظم التي قامت على هذا الدين.
ثالثًا: أن من أساليبهم عرض عدميتهم وإلحادياتهم المبتدئة بهدم الإيمان باللَّه؛ عرضها بشكل تدريجي وخطوات شيطانية، "بشكل يجعلها مشبوهة فمتهمة فمرفوضة" كما قال أدونيس في النص السابق.
ومن الواضح جدًا لمن تتبع أمر الحداثة العربية أنها تسلك هذا المسلك وتختط هذا المنهج وتسير عليه، ومن هنا أشكل أمرها على بعض الناس؛ لجهلهم؛ ولقوة تلبيس أبالسة الحداثة عليهم.
رابعًا: أن الأخلاق والقيم الفكرية والسلوكية التي يدعو إليها الحداثيون تبتدئ بجحد وجود اللَّه وربوبيته وألوهيته، ثم بجحد كل ما ينبني على ذلك من شرائع وشعائر وأخلاق ونظم، كما قال أدونيس: (الأخلاق التي يدعو إليها جبران هي التي تعيش موت اللَّه، وتنيع من ولادة إله جديد، إنه إذن يهدم الأخلاق التي تضعف الإنسان وتستعبده ويبشر بالأخلاق التي تنميه وتحرره، إنه يهدم الأخلاق السلبية التي تقبل الراهن الموروث من القيم، ويبشر بالأخلاق الإيجابية الفعالة التي تخلق هي نفسها القيم، إنه يريد بالتالي