للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال سبحانه: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} (١).

وأكد سبحانه وتعالى أنه لا يصح إيمان الإنسان ولا يستقيم حتى يتحاكم إلى شريعة اللَّه المنزلة ويقبل بها دون تبرم أو صدود، فقال: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (٦٥)} (٢).

ولهذا كله يجب على المسلمين في هذا العصر الذي شاعت فيه أنواع الشرك الأكبر أن يجتهدوا في بيان هذا المعنى الذي سادت مساوئ الانحراف فيه في مجالات عدة من الحكم والنظم والفنون والثقافات وغيرها ليعيدوا الناس إلى عبادة اللَّه الواحد الأحد ويخلعوا عبادة وطاعة كل ما سواه.

هذا وبعد بيان هذه الحقيقة القرآنية والعاصمة الإيمانية لابد هنا من ذكر بعض نواقض هذا التوحيد مما له صلة بموضوع البحث، وهي نواقض للإسلام، فمن تلبس بواحد منها فليس له في الإسلام نصيب:

الأول: الشرك في عبادة اللَّه تعالى:

فمن توجه بالعبادة إلى غير اللَّه بالصلاة أو الصيام أو النسك أو الدعاء، أو قال بأن غير اللَّه معبودٌ له، فهو مشرك خارج عن الإسلام، قال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} (٣) (٤).

الثاني: من نفى ألوهية اللَّه تعالى أو نفى بعض خصائص ألوهيته سبحانه وتعالى، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (٥).

قال تعالى: {فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٣) إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ


(١) الآية ٢١ من سورة الشورى.
(٢) الآية ٦٥ من سورة النساء.
(٣) الآية ٧٢ من سورة المائدة.
(٤) انظر: مؤلفات الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - القسم الأول: ص ٣٨٥.
(٥) الآية ١٦٢ من سورة الأنعام.

<<  <  ج: ص:  >  >>