للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأديانهم ومذاهبهم الضالة وأفكارهم الباطلة، ذلك بأن التوحيد وهو الأمر الجليل العظيم ليس مجرد كلمة تنطقها الألسن بل هو أمر شامل وقضية كلية وقاعدة عامة، ينضوي تحت هذه الكلمة كل عمل الإنسان وكل فكره وكل مشاعره.

ولا يتم التوحيد على حقيقته حتى تكون كل أعمال الإنسان وكل أفكاره ومشاعره متوافقة مع شهادة التوحيد، مستقيمة على منهاجها، متوجهة كلها إلى اللَّه وحده متلقية عن شريعته وحدها.

وقد تقع من الإنسان الزلة والهفوة والمعصية والخطأ العملي أو العلمي، وذلك له أحكامه الدنيوية والأخروية في دين الإسلام، أمّا أن يقام منهج للحياة في النظم أو في الفكر أو في السلوك أو في العلاقات على أسس مخالفة لأمر اللَّه أو مناقضة لشرع اللَّه، فذلك هو الشرك الذي لا يغفره اللَّه، ولو ظل الإنسان ينطق بكلمة التوحيد ليلًا ونهارًا.

ومن أدلة هذا النوع من الشرك قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (٥٥) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ (٥٦) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٥٧)} (١).

وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥١)} (٢).

وقوله تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} (٣).

السابع: من لم يكفر المشركين والملاحدة والنصارى واليهود


(١) الآيات ٥٥ - ٥٧ من سورة المائدة.
(٢) الآية ٥١ من سورة المائدة.
(٣) الآية ٢٢ من سورة المجادلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>