للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسقط؟ " يتحدث عن ذوي التفكير الرغبويّ الذين يقولون بأن الغرب سيسقط، ويعني بذلك كل مسلم يؤمن بقول اللَّه تعالى: {وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (١٦) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (١٧)} (١)، وقوله -جلَّ وعلا-: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (٨) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (٩) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (١٠)} (٢).

فهو يصف من يفكر ويستشرف المستقبل على ضوء كلام اللَّه المعصوم بأنه (غير قادر على التعامل التاريخيّ مع الواقع المعاش، وأنه يعيش خوفًا دفينًا وعدم ثقة بالنانس وتفكيرًا رغبويًا خادعًا، وخطابًا أيديولوجيًا مغلقًا، وممارسة لعمليات النكوص والهروب والتضخيم والاختزال، وعدم فهم لجدلية هيجل، وممارسة التعصب القائم على ثنائية صارمة قوامها الصواب والخطأ والصديق والعدو، وغير ذلك من مؤشرات السقوط والموت والذبول) (٣).

ثم يختم هذه الألقاب الهجائية بقرار "رهبويّ تبعيّ" فيقول: (. . . إن المعطيات الموضوعية تقول: إن الغرب وخلال المستقبل المنظور غير آيل للسقوط أحببنا ذلك أم كرهنا) (٤).


= كاليفورنيا، عمل أستاذًا في جامعة الملك سعود - كلية العلوم الإدارية، له دراسات وبحوث ومقالات عديدة ومثاركات ثقافية مختلفة، كان ينحى المنحى الجدليّ الديالكتيكيّ، ثم انتقل محاكيًا محمد عابد الجابري وسائرًا على خطاه، ثم هو يتبنى اليوم الليبرالية الغربية والبرجماتية السياسية والفكرية، ويدافع عن الطروحات التحررية من وجهة نظر لائكية بحتة. انظر: دليل الكتاب والكاتبات: ص ٨٩ - ٩٠.
(١) الآيتان ١٦ - ١٧ من سورة الإسراء.
(٢) الآيات ٨ - ١٠ من سورة محمد.
(٣) انظر: مقال تركي الحمد "هل أن الغرب يسقط"، جريدة الشرق الأوسط، عدد ٤٧٢٤ في ١٤/ ١١/ ١٩٩١ م/ ١٤١١ هـ: ص ١٩.
(٤) المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>