للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الوضع التعدديّ الوثنيّ مناقض تمام المناقضة للتوحيد الذي يعتبر أساسًا للتخلف والرجعية على حد تعبير أحدهم (١).

وفي عبارة صريحة يقول: (. . . إن الحداثة الأولى ارتبطت بقيام المدن الدول في اليونان. . . إن قيام أي وحدانية يعني القضاء على فعل الحداثة) (٢).

ويعد محمد بنيس (٣) أن المعرفة القائمة على أحدية اللَّه الواحد الأحد أساسًا للتخلف إذ هو صورة للمتعاليات الإسلامية -حسب تعبيره-، والتي تبدأ من اللَّه الواحد، وتتجسد اجتماعيًا في الأدب وسياسيًا في القبيلة إلى آخر تحليلاته الهابطة (٤).

أمّا محمد أركون فيعتبر أن اللَّه -عزَّ وجلَّ- مشكلة، ويسأل كيف يُمكن لنا أن نعبر عن هذه المشكلة باللغة العربية (٥).

وقد انبث هذا الضلال المتمثل في نفي ألوهية اللَّه في كلام وأعمال الشعراء والروائيين الحداثيين، وسوف أسرد هنا بعض الأمثلة على ذلك:

قال السياب:


(١) انظر: مجلة الناقد، العدد الثامن، فبراير ١٩٨٩ م/ ١٤٠٩ هـ: ص ٣٣ - ٣٤ من مقال لحنا عبود بعنوان "مقاربة الحداثة".
(٢) الحداثة عبر التاريخ لحنا عبود: ص ٢٦٨.
(٣) محمد بخيس ناقد حداثيّ مغربيّ، ولد في فاس عام ١٣٦٨ هـ/ ١٩٤٨ م، حصل على شهادتي دكتوراه من جامعات في الرباط ويعمل أستاذًا للشعر العربيّ في كلية الآداب في جامعة الرباط، أنشأ مجلة الثقافة الجديدة عام ١٣٩٣ هـ/ ١٩٧٤ م وهو عضو في هيئة تحرير مجلة مواقف التابعة لأدونيس، وأحد المؤسسين لدار توبقال للنشر في المغرب، حداثيّ، متعصب شديد الكراهية للإسلام، يظهر ذلك في كل كتاباته وخاصة كتابه حداثة السؤال. انظر: الإسلام والحداثة: ص ٤١٩، وأصوات ثقافية من المغرب العربي: ص ٥٩.
(٤) انظر: حداثة السؤال لمحمد بنيس: ص ٤٤ وص ٦٤.
(٥) انظر: الإسلام والحداثة: ص ٣٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>