للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمّا البياتي فيعبر عن جحد الألوهية بتعبير آخر، وذلك حين يصف تخلف رجل مسلم يعبد اللَّه تعالى -وكل مسلم عنده فهو متخلف- ويعبر عن اللَّه تعالى بلفظ العنقاء رمز المستحيل فيقول:

(رجل بالموت مضاء، قلق، تحسبه أعمدة ووهاد وجسور

يركع في منتصف الليل أمام العنقاء) (١).

أمّا يوسف الخال فهو المجترئ على عملية الهدم والتدمير، والمنادي بصراحة أن نكون امتدادًا لأوروبا، هل سبب ذلك نصرانيته أم إلحاده؟ لا فرق؛ لأن المقصود هو إبعاد المسلمين عن دينهم وإلقاؤهم في أحضان العقائد المتشاكسة المتهالكة، يقول:

(ليت ذاك النهار لم يكُ، انظر

كيف غارت جباهنا، كيف جفت

في شراييننا الدماء، وكيف

انبح فينا صوت الألوهة

. . . كل الجراحات يا بحر

حبالى ونحن مهد عريق

للولادات: أيُّ، أيُّ إلهٍ

ما رأى النور بيننا، ما تربّي

كيف يحيا، يشقى يموت) (٢).

ويتهكم بالدين والذي أنزله فيقول:

(بيني وبين السماء شعرة من الزمن. كلابي تنبح


(١) ديوان البياتي ٢/ ٤١٩.
(٢) الأعمال الشعرية ليوسف الخال: ص ٢٢٧ - ٢٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>