للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعطنا ليلة طهر واحدة

أعطنا ليلة صدق واحدة

وتنسمنا صدى الدعوة، غربلنا الهواء

لمن يكن إلّا الوباء

جربًا تحت الجلود) (١).

أمّا التهكم بأنواع العبادة فقد تمادوا فيه -وسوف يأتي تفصيل ذلك- وإنّما أذكر هنا بعض الشواهد، فمن ذلك الاستخفاف بالسجود في قول نزار قباني:

(وناهداك. أجيبي من أذلهما؟

ويوم كنت أنا. . للَّه ما سجدا) (٢).

وفي هذا تهكم بالسجود ونفي له، وهو من حقوق اللَّه تعالى ومن خصائص الألوهية التي لا يصح صرفها إلّا للَّه، كما لا يصح نفي استحقاق اللَّه لها، بيد أن هذا المفتتن لم يقتصر على النوع من الانحراف، وقد سبق ذكر جملة من انحرافاته، وله في أودية الضلال والفساد المدى الواسع والذكر القبيح، فها هو يصف اللَّه -جلَّ وعلا- بالموت شنقًا، ثم ينفي بعد ذلك أي قيمة أو معنى للصلاة والإيمان، فيقول:

(من بعد موت اللَّه مشنوقًا

على باب المدينة

لم يبق للإيمان أو للكفر قيمة) (٣).

فهل بعد هذا الكفر من كفر؟ ومع ذلك فلا نجد من الحداثيين


(١) ديوان أمل دنقل: ص ٢٤٥.
(٢) الأعمال الشعرية ١/ ٤٣٤.
(٣) المصدر السابق ٣/ ٣٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>