للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإمعات التابعين لهم والمدافعين عنهم إلّا الإشادة والامتداح لهذا الكلام المنحط الخبيث ولقائله، تحت شعارات التحديث والجمال الفنيّ والإبداع، ألا فلتكسر الأقلام والأيدي التي تكتب مثل هذا الكفر البواح.

ومن ألوان انحرافاتهم في هذا المسار: جعل العشيقة أحب من اللَّه تعالى، كما في قول محمد الماغوط:

(. . . وكنت أحبك يا ليلى

أكثر من اللَّه والشوارع الطويلة) (١).

ومنها: الاستخفاف بالدعاء وجعله غير نافع ولا مفيد، كقول ممدوح عدوان: (ولو ينفع دعاي اللَّه لدعيت) (٢).

ونحو هذا قول عبد الرحمن المنيف في روايته مدن الملح: (. . . ورغم أنه فهم المعنى العام للكلام الذي أداه هاملتون كما يؤدي المؤمن الصلاة أو كما يرفع المتوسل دعاءه إلى قوة مجهولة لكي تساعده، فقد احتار. . .) (٣).

وقاعدة هؤلاء جميعًا في جحد خصائص الألوهية ما صرح به أحدهم قائلًا: (. . . يجب وضع الدين في إطاره الصحيح، وهو علاقة الإنسان بربه فقط دون المعاملات الإنسانية؛ لأن الأديان لم تعد تصلح كمنهاج في الحياة بعد أن حرمت في كثير من نصوصها أحاسيس المجتمعات نبضها عندما قضت بتحريم ممارسة الفنون من رسم ونحت وتمثيل ورقص وغناء وموسيقى، نأخذ من أحكامها مايتسق والعصر، ونرفض ما يخالف ذلك حتى ولو أدى الأمر بنا أن نرفضها جميعًا) (٤).

وعلة هذا الجحد والمصادمة والرفض الكامل أو الجزئيّ للدين أنهم


(١) الآثار الكاملة لمحمد الماغوط: ص ٦٧.
(٢) الأعمال الشعرية الكاملة لممدوح عدوان ١/ ٤٦.
(٣) مدن الملح جـ ٥ بادية الظلمات: ص ٧.
(٤) مسافة في عقل رجل: ص ٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>