للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسواء قرئت هذه الأبيات على أنها جحد وتمرد على الماضي الإسلاميّ الذي يقوم على عبودية اللَّه، أو قرئت على أنه يخاطب معشوقته التي جعل منها آلهة وجعل من نفسه عبدًا لها، فكلا الأمرين يدل على عمق الانحراف الاعتقاديّ، وظهور التبعية للغرب الماديّ.

ومن هذا النمط قول توفيق صايغ:

(إله الصلوات الطوال البعيد

انتشلني لدياره

جعلها دياري) (١).

وقول أمل دنقل:

(حين أخلع عني ثياب السماء

فأنا أتقدس -في صرخة الجوع- فوق الفراش الخشن) (٢).

ويقرنون بين عبادة اللَّه وحب اللَّه تعالى والتسكع والسرقة كما في قول أحدهم:

(عاد المتثائب للمقهى

ولحب اللَّه.

عاد العاطل للسرقة) (٣).

ويسخرون بالدعاء الذي هو العبادة، ويصفون عفو اللَّه بالسمّ كما قال أحمد دحبور: (أسأل اللَّه ألا يسمم بالعفو حزني) (٤).

ويجعلون الكفر والإلحاد وترك الدين والعبادة حرية تفكير واعتقاد،


(١) الأعمال الكاملة لتوفيق صايغ: ص ٢٩١.
(٢) الأعمال الشعرية لأمل ونقل: ص ٢٧٢.
(٣) الأعمال الشعرية الكاملة لممدوح عدوان جـ ٢ لابد من التفاصيل: ص ٩٤.
(٤) ديوان أحمد دحبور: ص ٥٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>