للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العراق في جيكور في أسرة آل السياب كان بعيدًا عن الفهم الصحيح للدين إن لم نقل عن الفهم الأولي للدين، فقد كانت أسرة آل السياب تزين جدران ديوانها بصور المتحررين من الدين والمحاربين له (١)، وكان عمه عبد القادر السياب أحد العاملين في حزب سريّ اسمه "الحزب اللاديني" (٢).

وحتى الجانب الدينيّ هناك ما يشير إلى تأثره بالعقائد الشيعية مثل نذره إهداء شمعة لقبر صاحب الزمان (٣).

وفي القرية تلقفته الأيدي الماركسية، وكان ذلك عن طريق عمه عبد المجيد السياب وصديقه الإيراني الماركسيّ المحبّ لأدب جبران خليل جبران ومي زيادة (٤).

ثم انضم للحزب الشيويّ العراقيّ وأصبح من أتباع يوسف سلمان يوسف المسمى "فهدًا" وهو يهوديّ عراقيّ من مؤسسي الحزب الشيوعيّ، ومعه من يهود العراق ساسون دلال ويهودا صديق (٥).

ووصل الأمر بالسياب وأسرته أن أصبحت قريتهم حصنًا منيعًا من حصون الشيوعية (٦)، ومكث السياب إلى عام ١٣٦٩ هـ/ ١٩٥٠ م منتميًا للحزب الشيويّ ومخلصًا له (٧)، وكان عام ١٣٦٦ هـ/ ١٩٤٧ م قد أنشأ قصيدة تعد عنده هي بداية الشكل الحديث في الشعر العربي (٨).


(١) مثل سعد زغلول وكمال ايتاتورك. انظر: كتاب بدر شاكر السياب لإحسان عباس: ص ١٩.
(٢) انظر: المصدر السابق: ص ١٩.
(٣) انظر: المصدر السابق: ص ٢٠. والمراد به المهدي المنتظر عند الشيعة محمد بن الحسن العسكريّ.
(٤) انظر: المصدر السابق: ص ٨٩ - ٩٠.
(٥) انظر: المصدر السابق: ص ٩١ - ٩٢، ١٠٤.
(٦) انظر: المصدر السابق: ص ٩٢.
(٧) انظر: المصدر السابق: ص ٩٣.
(٨) انظر: المصدر السابق: ٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>