للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعيش كالإنسان

أصالح الآلهة العمياء والآلهة البصيرة) (١).

وعلى الطريقة الوثنية اليونانية يستخدم هو وأضرابه لفظ الإله والألوهية على كل شيء ويدنسون هذا المصطلح بإضافته إلى أتفه الأشياء وأحقرها، كقوله تحت عنوان "الذئب الإلهي":

(تحت وجهي جرس الليل انكسر

وأنا الذئب الإلهي الجديد) (٢).

وقوله:

(الحب زي - كلما كثر المحبون قل الحب

سرير تعمره حشرات إلهية تنفث الهذيان الكوني

حيث يشتبك فخذ القمر وفخذ الفأر

يتعانق فك الشمس ولسان الحرذون) (٣).

وعلى ما في هذا الكلام مما يصلح للسخرية والتندر وضرب الأمثال لخبال العقول وتفاهة القول والفكر، فإن فيه أيضًا وصف الإنسان الذي يعمر سرير الحب -ويريد به الجنس- بأنه حشرة، ونعت الحشرة بالألوهية، على طريقته التدنيسية لكل ما يتعلق بعقائد ومصطلحات الإيمان، ومنهجه التبجيلي لكل ما يتعلق بعقائد ومصطلحات الكفر والإلحاد والضلال.

وفي مكان آخر يصف الجنس ذاته بأنه إله:

(أعراس أعراس

نرفعها ذبائح انتقامًا من الموت


(١) المصدر السابق ١/ ٣٣٢.
(٢) الأعمال الشعرية لأدونيس ١/ ٣٣٩.
(٣) المصدر السابق ٢/ ٦٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>