للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مغاور تألهت ونُصُب) (١).

وفي مقطع بعنوان "صلاة" يخاطب فينيق ويدعوه في عبودية وثنية مكشوفة، ويقول:

(صليت أن تظل في الرماد

أن يهدأ السحر وأن يكون

موعدنا في النار في الرماد

صليت أن يقودنا الجنون) (٢).

قال اللَّه تعالى: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} (٣).

وقد دعا أدونيس أن يكون موعده مع في فينيق في النار، وأن يقتاده الجنون، وليس هناك أعظم جنونًا من إنسان يوجه فكره وفنه لعبادة آلهة وثنية أو فكرية أو مذهبية -آلهة غير اللَّه الحق المبين- يعبدها ويفني نفسها فيها، وإن لبّس ذلك بلباس الأدب أو البحث العلمي أو النقد أو العقلانية أو المعاصرة أو التحديث، إلى غير ذلك من المعاذير التي يغطي بها الحداثيون خطل فكرهم وعقيدتهم وما ينتج عن ذلك من إفرازات.

وليست هذه الوحيدة من وثنيات أدونيس بل له "ترتيلية البعث" (٤)، وهي مليئة بالتقديس والدعاء والرجاء العبادي لفينيق، ومترعة بالإعجاب به، ووصفه بأوصاف القداسة والخلق والألوهية (٥).

ومن أقواله في موضع آخر:

(أعيش في جزيرة الألوان


(١) المصدر نفسه ١/ ٢٤٣.
(٢) المصدر نفسه ١/ ٣٣٥.
(٣) الآية ١٩ من سورة الأنفال.
(٤) الأعمال الشعرية لأدونيس ١/ ٢٥.
(٥) المصدر السابق ١/ ١٦٥ - ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>