للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي غضون غروره بنفسه وشعره يستعلي -انتفاخًا- إلى حد التأليه فيقول:

(عاشق أتدحرج في عتمات الجحيم

حجرًا غير أني أضيء

إن لي موعدًا من الكاهنات

في سرير الإله القديم

كلماتي رياح تهز الحياة

وغنائي شرار

إنني لغة لإله يجيء

إنني ساحر الغبار) (١).

تنضح هذه الكلمات بالمعاني المكررة التي يرددها في قوالب عديدة، فهو يصف نفسه بأنه حجر مضيء ويتدحرج في ظلام الواقع المتأثر بالماضي، بالإسلام وتراثه وحضارته.

وسوف يقضي على الدين الذي عبر عنه باللقاء مع الكاهنات في سرير الإله القديم ويعني به اللَّه تعالى، ثم ينعطف على ذكر أدوات ثورته ورفضه ونقضه، إنها كلماته التي جعلها رياحًا تهز الحياة وشرارًا يوقد ويحرق.

ثم يقرر في استكبار بأنه وشعره وفكره "لغة لإله يجيء" إله الحداثة، وإله العقلانية المزعومة، وإله التحرر الداعر والإلحاد.

ويكرر هذا الكلام في قوله:

(إنني حجر الصاعقة

والإله الذي يتلاقى مع المفرق الضائع


(١) الأعمال الكاملة لأدونيس ١/ ٢٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>