للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودروبهم ملح لا حياة فيها ولا أمل، وكتابهم القرآن الكريم كتاب ميت لا نور فيه ولا ضياء وإنّما رقص وصافنات، وذلك في قوله:

(ويدخل الموتى ويخرجون

من نصف أخضر - في مدائن الغزالي

يأتون في كلام

يئن في دروب كالملح، في كتاب

يموتُ، دفتاه

رقص وصافنات

ويدخل الموتى ويخرجون) (١).

ويستمر في هذا الكلام المأفون يحاول تدمير كل شيء عند المسلمين، عقيدتهم في اللَّه ربًا وإلهًا، وفي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رسولًا، وفي القرآن دستورًا، وفي الوحي والغيبيات كالإسراء والمعراج وبعض أمور الآخرة يسوقها على شكل أسطورة، ويمتدح فكرته وعقيدته ومطاياه الحداثية من تلاميذه وأتباعه.

وهذا المقطع صورة موسعة للموقف الحداثي من الإسلام وأهله وحضارته وتاريخه، صورة مليئة بالحقد والضغينة وإرادة الاستئصال، وحقيقة ماثلة مشاهدة على مدى خطورة هذه الأفكار، التي اتخذت شكل التحديث، واضمرت الهدم والإفساد، ونشر الوثنية والإلحاد والخرافة المعاصرة (٢).

ثم يأتي متبجح يقول بأن الحداثة فن وأفكار حديثة، وأشكال جمالية رائعة، وتراكيب سلمت من تخثرات الأسلاف.

ومن ازدواجية المعايير عند بعض المسلمين ما نقرؤه لأحد كتابهم، فبعد أن أورد مطلع المقطع الذي يقول فيه أدونيس:


(١) الأعمال الشعرية الكاملة لأدونيس ٢/ ١٢٣ - ١٢٤.
(٢) انظر: المصدر السابق ٢/ ١٢١ - ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>