للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(آهاتها جرار

مملوء باللَّه والرمال).

قال: (تأسرني إلى أبعد حد هذه الغنائية الفكرية في أول مرحلة من مراحل درامية هذه القصيدة، وأنا أتصور هذه القافلة بدموعها ولا تنس دلالة الناي والنخيل) (١).

فإذا كان هذا المسلم العارف بفساد هذه الأقوال تأسره هذه الغنائية الفكرية، فما بالك بمسلم جاهل ارتضع حب الحداثيين ونشز فكره على شبهاتهم وإلحادياتهم؟!.

ولقد قرر هذا الكاتب: (أن القاريء "المتلقي" شريك الأديب في ارتياد الرؤيا إذا بدأ معه من أول تصوره) (٢)، فما حال من تأسره الغنائية الفكرية؟!.

وليته قصر استئساره لأدونيس على ما يسميه الغنائية، ولكنه أضاف إليها الاستئسار الفكري، وهذا هو أبشع وأخطر ما يحذّر منه ويعاديه من تحمر أعراقهم وتثور وتثأر لكرامة عقيدتهم، وهو الرجاء الذي طرحه هذا الكاتب في سياق دراسته لانحرافات أدونيس (٣).

ولنا أن نسأل هذا الكاتب هل إذعانه لهذه الكلمات التي يسميها غنائية فكرية هو من ضمن السند المظلم الذي أشار إليه في قوله: (وتنظير أدب الحداثة دخل إلى معاقلنا في جزيرة العرب بإسناد مظلم لا يسرُّ) (٤).

فمال هذا الرجل إذا احمرت دماء العزة الإيمانية وثارت في أعراق أهل العقيدة يقف في الصف المقابل يداجيهم؟ ويذم المؤمنين الغيورين على


(١) القصيدة الحديثة وأعباء التجاوز: ص ١٢٥ لأبي عبد الرحمن بن عقيل الظاهري.
(٢) المصدر السابق: ص ١٢٥.
(٣) المصدر السابق: ص ١١٥.
(٤) المصدر السابق: ص ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>