للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بصوت فمي أو فمه يصرخ: من منا خان الآخر؟) (١)، وأقواله من هذا الضرب الخبيث كثيرة مضى بعضها وسوف يأتي بعضها الآخر في الفصول القادمة.

ولطالما حارب الحداثيون أهل الإسلام ودعاته، بسبب وقوفهم أمام تيار التبعية والتغريب ومحاولات نشر سموم الإلحاد بين المسلمين.

تقرأ لأحد منظريهم وهو يحارب دعاة الإسلام فيقول: (. . . حين يتأمل المرء سلوك الجماعات الإسلامية التي تكاثرت في العقدين الأخيرين، وحين يقرأ فى عوتها التي تستقي أصولها من خطاب سيد قطب مع هزال ثقافي وغلو في التزمت. . . ويكفي أن نشير إلى أن المدجنة الحقيقة التي تفرخ هذه الجماعات هي الأنظمة العسكرية والمستبدة، فهذه الأنظمة التي خنقت روح الشعب وأغرقته بالشعارات والرعب، وفاقمت مشكلته بالتبعية والنهب هي التي تدفع هذه الأجيال الممزقة والمهشمة إلى حلول طوباوية وردود فعل يائسة، وحين يخير إنسان مقموع ومنهوب بين إله أرضي يقمه وينهبه ويفرض عليه فوق ذلك عبادته، وبين إله ديني يعده بالخلاص والمثوبة، فإن من الطبيعي أن يفر من زنازين الأرض إلى فضاء السموات) (٢).

وقد أرغم اللَّه آناف أهل العلمنة والحداثة بظهور الصحوة الإسلامية وبشائر انتشارها في كل بلاد المسلمين، وبوادر اشتداد عودها، وقد علل هذا الكاتب العلماني ظهورها بأسباب قد تكون صحيحة ولكنه بعماوة الفكر المادي لا يوقن أن اللَّه تعالى هو الذي تولى أمرها وسيحفظها حتى تكون منار خير وهدى ورشاد.

والذي يهمنا في هذا المقام وصفه المليء بالاستخفاف لعودة الناس إلى ربهم ودينهم وشريعة إلههم وعقديتهم الإسلامية، وتعليله المادي أن ذلك جاء من قبل يأس الناس من حكوماتهم وحكامهم وليس من قبل اليقين


(١) المصدر السابق ٢/ ٤٠٥.
(٢) قضايا وشهادات ٤ خريف ١٩٩١ م/ ١٤١١ هـ: ص ١٨ من مقال لسعد اللَّه ونوس.

<<  <  ج: ص:  >  >>