للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتساقط عدلًا

واختر أحد الموتين

أو ارحل

دون وطن) (١).

ويواصل في تهكمه واستخفافه باللَّه تعالى وعبادته:

(ها هم من التل حتى الصلاة

يمر عليهم وزير الهبات فيثني على باريء الكائنات بما

هو أهل ويلقى على رأسها حجرًا

ثم يذبح من أهلنا نفرًا

رحمة، لعنة، لعنة، رحمة

أسأل اللَّه الا يسم بالعفو حزني) (٢).

أمّا الروائي الحداثي الكبير عبد الرحمن المنيف فيقول في روايته مدن الملح: (الرجل يستيطع أن يرضي اللَّه ويرضي الشيطان معًا، أمّا أن يرضي امرأتين فأمر مستحيل) (٣).

وهو كلام في غاية السخف والانحطاط، وفي غاية الاجتراء على اللَّه القدوس العظيم -سُبْحَانَهُ وَتَعَالى- إذ يقرنه بالشيطان الرجيم، ويجعل رضوانه قرينًا لرضى الشيطان، ويجعل منال هذا الرضوان أسهل وأيسر من نيل رضوان النساء، اللهم سبحانك وبحمدك.

وفي مواضع أخر من روايته، يصل به التهكم مداه حين يقول: (أخطر شيء في هذه الحياة بعد اللَّه والمال هو السروال، إذا كانت دكته قاسية


(١) ديوان أحمد دحبور: ص ٥١٦.
(٢) المصدر السابق: ص ٥١٩ - ٥٢٠.
(٣) مدن الملح ٢ - الأخدود: ص ٤٠٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>