للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في بلادي. . في بلاد البسطاء) (١).

ولا شك أن بلاد المسلمين لما كانت مستمسكة بدينها تقيمه في حياتها وتجعله قوام عيشها، كانت أزهى وأرقى أمة، وما أصابها الخدر والضعف والهوان والذل إلّا عندما تركت طريق الأنبياء وتركت استجداء اللَّه وعبادة اللَّه الذي في السماء، وصار المنحرف والملحد والشاك والضائع والعميل رأسًا يشار إليه بالبنان، تطيع أقواله، وأضحى من أبنائها من يدافع عن انحرافاته وضلاله وكفره من يدافع من المسترحلين ميتي الشعور الديني، عديمي العلم والإيمان.

وأمّا محمود درويش فإنه يعبر عن مجافاته للسماء تعبيرًا رمزيًا يشي بالجحد والإنكار والإلحاد، وذلك في قوله في مقطوعة بعنوان "أبي":

(غض طرفًا عن القمر

وانحن يحضن التراب

وصلى

لسماء بلا مطر

ونهاني عن السفر) (٢).

فهو يعتقد أن السماء لا شيء عندها، بل فيها الجمود والتحجر، ويرى السفر والبحر "الغرب" رمز التقدم والتطور:

(وأبي قال مرة

حين صلى على حجر

غض طرفًا عن القمر

واحذر البحر والسفر


(١) الأعمال الشعرية لنزار ١/ ٣٦٥.
(٢) ديوان محمود درويش: ص ١٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>