للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نتجه نحو الحكم العلماني؛ لأن الدولة عندنا علمانية أصلًا، إذ تدرس في السنوات الابتدائية الأولى بعض السور القرآنية، لينتفي بعدها كل توجيه ديني.

رأينا أثر الاستقلال، اتجاه الدولة نحو السماح لمن لا يصوم بالأكل علنا، وصدرت فتوى من إمام الجزائر أعفت عمال المجمعات الصناعية الكبرى -صناعات الحديد والبترول- من فريضة الصوم، فكان أن ساد المدن نوع من التسامح، واعتاد الناس ارتياد المقاهي والمطاعم،. . . وتجد حتى اليوم في العاصمة مطعمين أو ثلاثة تقدم الطعام في رمضان.

صحيح أنه لا يُمكن للملحدين وغير المؤمنين اليوم المطالبة بشيء، لكن هناك محاولة حاليًا لتشكيل اتحاد ملحدين جزائريين يمكنهم الدفاع عن أنفسهم كجماعة، يكفيها شيء من الإقدام والجرأة لتفرض احترامها، هناك الكثير ممن يتظاهرون باحترام فريضة الصوم، يبرحون مكاتبهم وأمكنة عملهم للتدخين في بيوت الخلاء فهذا مذل.

نحن الأقلية المظلومة -يقصد الملاحدة- يعترى التباعد علاقاتنا مع السلطة خلافًا للمسلمين المؤمنين، فمن السهل أن تكون مسلمًا في هذه البلاد ولكن من الصعوبة بمكان أن تكون ملحدًا، وعندما أتكلم عن أقلية غير مؤمنة أقصد أناسًا من فئة المثقفين معروفة بتوجهاتها الماركسية. . .) (١).

ومن أشباه هذا اللون الفاقع في الاعتراف والافتخار بالإلحاد قول حسن حنفي عن نفسه مناقشًا أحد العلمانيين الذين اتهموه!! بالسلفية والتراثية والإيمان!! فأجاب حسن حنفي: (. . . أنت تعني الإيمان السلفي التاريخي. . . الخ والمتوارث عبر التاريخ، وهو الشيء الذي تخافه علي، لذلك فإن إيماني يكفرني، كما أنه يكفرك أيضًا. . . نحن منذ فجر النهضة العربية الحديثة وحتى الآن نحاول أن نخرج من الإيمان السلفي، إلّا أنهم


= صدق في ذلك، وهو كذلك مثلهم. أنظر: رأيهم في الإسلام ص ١٦٥، وأصوات ثقافية من الغرب العربي ص ١١٣.
(١) رأيهم في الإسلام: ص ١٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>