للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي ينظر إلى العمل الأدبي بمنظار المنفعة، ويدور معناه حول معالجة أمراض الناس وعيوبهم الخلقية من خلال المأساة وإثارة مشاعر الخوف والقلق والرحمة (١).

ولا ريب أن كل ذلك ينبثق من العقيدة الوثنية القائمة على تعدد الآلهة.

والناظر في النتاج الأدبي عند الأمم يجد الترابط الوثيق الذي لا ينفصم بين الأدب ومعتقدات تلك الأمم، ومن أمثلة ذلك عند اليونان مسرحيات "سوفوكل" ٤٩٥ ق. م و"أروبيد" ٤٨٠ - ٤٠٦ ق. م و"أريستوفان" القرن الخامس ق. م و"إلياذة هوميروس".

وعند الرومان "إلياذة فرجيل" ٧٠ - ١٩ ق. م.

وعند الفرس "الشاهنامة" و"ظفرنامة" ٣٢١ - ٤١١ هـ، ٩٣٣ - ١٠٢١ م.

وعند الهنود "كليلة ودمنة" لبيدبا الفيلسوف.

وعند العرب "المعلقات" وغيرها من القصائد والأشعار.

ففي كل هذه وما يشابهها من آداب تلك الأمم نجد العقائد هي الموجِّه الأولى للمضامين والأفكار التي تتلون بألوان سياسية أو اجتماعية أو ذاتية تبعًا للأحوال والظروف التي تحيط بالأديب أو الشاعر.

وأمَّا الرومان فلم يكونوا سوى ورثة لليونان ونقلة لمعارفهم وفلسفاتهم، مع بعض الإضافات التي أضافوها وخاصة ما كتبه أكبر شعرائهم ونقادهم هوراس (٢) الذي سطر في كتابه "فن الشعر" خلاصة آرائه الأدبية والفنية والفكرية.


(١) انظر: الالتزام في الشعر العربي، للدكتور أحمد أبو حاقة ١٨ - ١٩، والقيم الخلقية في النقد العربي إلى نهاية القرن الرابع الهجري، رسالة ماجستير، للأستاذ مطلق بن محمد بن شايع العسيري: ص ١١ - ٣١.
(٢) هوراس من أكبر شعراء اللاتين كان في القرن الأول قبل الميلاد، انتهى من كتابه الأول في الهجاء ٣٥ ق. م، ثم أعقبه بكتاب فن الشعر، كان صديقًا لفرجيل، يعتبر أشهر أدباء عصره، بل أشهرهم بعد موت فرجيل، نجح في تصوير عصره تصويرًا حيًا وبرع في تصوير المناظر الإيطالية تصويرًا جميلًا. انظر: الموسوعة العربية الميسرة ٢/ ١٩١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>