للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفيتوري يستخدم لفظ السماء رمزًا للدين والوحي والإيمان، ويعلن بأنه قد أصبح (كافرًا بالسماء والقضاء والقدر) (١).

أمّا الحداثي العربيد محمد شكري فإنه يقرر على لسان أحد شخصيات مذكراته الشخصية الواردة بشكل روائي والتي سماها "الخبز الحافي"، قال: (. . . كل هذا يحدث بسبب الخمر والنساء في بلد مسلم يحكمه النصارى لسنا مسلمين ولسنا نصارى) (٢).

أمّا صنوه بن جلون فإنه يقول في روايته ليلة القدر: (. . . أنا أستند حاليًا إلى الحق في حرية التفكير وحرية الاعتقاد أو عدمه، هذا لا يعني سوى ضميري. . .) (٣).

ويقول على لسان امرأة: (. . . إنني في قطيعة مع العالم أو على الأقل مع ماضي الشخصي، لقد اقتلعت كل شيء إنني مقتلعة عن طواعية، وأحاول أن أكون سعيدة، أي أن أعيش حسب إمكانياتي، بجسدي الخاص، لقد اقتلعت الجذور والأقنعة، أنا تيه لا تمسكه ديانة، أسير لا مبالية وأعبر الأساطير -هذا ما يدعى بالحرية- نعم التجرد من كل شيء، وعدم امتلاك أي شيء لكي لا يملكني شيء، حرة أي مستعدة، سابقة على العقبات، وربّما سابقة على الزمن) (٤).

أمّا سليل مدارس الإلحاد، المتهوّك المفتون علاء حامد فقد أبدأ وأعاد من الإلحاد في روايته "مسافة في عقل رجل"، وقرر -مفتخرًا باكتشافاته الجاهلية- بأن الدين خرافات، ولا بد من صراع معه قبل أن يصرع الملايين (٥)، وأنه لا رابط بين الحضارة والأديان بل اعتبر أن الأديان


(١) انظر: ديوان الفيتوري ١/ ١١٣.
(٢) الخبز الحافي: ص ١٨٥.
(٣) ليلة القدر: ص ٦٠.
(٤) المصدر السابق: ص ٦٣.
(٥) انظر: مسافة في عقل رجل: ص ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>