للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الارتماء في أحابيل الخرافات) (١).

ولذلك ينادي بمحاكمة الدين وفق مقاييس عقله الكليل وذهنه المريض، محاكمة من دون خوف، ويدعو إلى إسقاط الدين بعيدًا عن خشية الحكم بالكفر والردة والإلحاد؛ لأن ذلك -كما يفهم من كل كتابه- هو الفخر والتحرر والعقلانية والتقدم والحضارة والازدهار (٢)، بل إن عصر النهضة -كما يراه- جاء حين خلع الفكر شرنقة الدين وسيطرة رجال الدين (٣).

وهذه الرواية الخبيثة -التي يقبع صاحبها تحت ظل حماية تحرسه ليلًا ونهارًا- تفيض بالكفر البواح، وامتداح الكفر والوثنية والإلحاد، وبغض الدين وشتمه.

وهكذا تبدو لنا الحداثة في موقفها المشين من توحيد الألوهية ومن الإيمان باللَّه العلي العظيم وعبادته، وهي صورة قمئية سوداء تدل على انحدارٍ فكري وتلوث اعتقادي، ومضادة كاملة لدين اللَّه الذي ارتضاه.

{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (٣٢) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (٣٣)} (٤).

• • •


(١) المصدر السابق: ١٩٧.
(٢) انظر: مسافة في عقل رجل: ص ١٩٧.
(٣) انظر: المصدر السابق: ص ١٩٩.
(٤) الآيتان ٣٢ - ٣٣ من سورة التوبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>