للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جريحًا كان في أحيائنا يمشي ويستجدي

فلم نضمد له جرحًا

ولا ضحّى

له منا بغير الخبز والإنعام من عبد

وأصوات المصلين ارتعاش من مراثيه

إذا سجدوا ينزُّ دمُ

فيسرع بالضماد فمُ:

بآيات يغض الجرح منها خير ما فيه

تداوي خوفنا من علمنا أنا سنحييه

إذا ما هلل الثوار منا "نحن نفديه"

أغار من الظلام على قرانا

فأحرقهن سرب من جرادِ

كأن مياه دجلة حيث ولى

تنم عليه بالدم والمدادِ

أليس هو الذي فجأ الحبالى

قضاه، فما ولدن سوى رمادِ؟

وأنعل بالأهلة في بقايا

مآذنها، سنابك من جوادِ؟

وجاء الشام يسحب في ثراها

خطى أسدين جاعا في الفؤادِ؟

فأطعم أجوع الأسدين عيسى

<<  <  ج: ص:  >  >>