للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمّا عبد الوهاب البياتي فقد انغمس إلى آذانه في هذا الضرب من الانحراف، وتنوعت عباراته فيه ولا غرو أن يكون كذلك وهو الذي اعتنق الشيوعية عقيدة، واتخذ نظامها مسلكًا، ودافع عن تاريخها ورموزها، وسعى في نشرها، وجعلها غاية شعره وكتاباته، واندمج في مؤسساتها وبنياتها المعرفية والفكرية اندماجًا كاملًا، وانفجرت خبائثه الاعتقادية ضد الإسلام والمسلمين، في تعمد للمحو والهدم كأساس لبداياته الحداثية، ومشاريعه الإبداعية المناقضة لملة الإسلام عقيدة وشريعة.

ومن هذا الضرب مما له علاقة بهذا الفصل أقواله تحت عنوان "يا إلهي" ناسبًا الخبز والخمر إلى اللَّه تعالى ومسميًا اللَّه تعالى إله الليالي، وجاعلًا الصلاة سكرًا، وذلك في قوله:

(يا إلهي قضاؤك - العدل يجري أتراه على الورى أم عليا

خبزك المشتهى وخمرك سالت قطرة من دم على شفتيا

أين عيناك يا إله الليالي لتصب النعاس في مقلتيا

كيف أرقى لعرشك المتعالي أبسكر الصلاة أم بالحميا) (١)

ولعل هذه القصيدة تعد عند الحداثيين من مثاليات البياتي وإيمانياته المتافيزيقية -حسب تعبيرهم- وهي كما يظهر من ألفاظها مترعة بهذه الألفاظ المنحرفة.

وفي موضع آخر ينسب البياتي إلى اللَّه الولد -تعالى اللَّه عما يقول علوًا كبيرًا- يقول:

(يغني، عمر الخيام، يا أخت

حقول الزيت، واللَّهُ

يغني طفله المصلوب في مزرعة الشاه) (٢).


(١) ديوان البياتي ١/ ١١٥.
(٢) المصدر السابق ١/ ٢٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>