للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (٨٢)} (١).

وفي جهة أخرى يتوجه البياتي إلى الشاعر ليضفي عليه أوصاف الأبدية والأزلية، بل والألوهية الصريحة، وذلك في قوله:

(صوت الشاعر فوق نحيب الكورس يعلو، منفردًا منحازًا

ضد الموت، وضد تعاسة البشر الفانين. . .

. . . منفيًا يتطهر، لا اسم له، وله كل الأسماء، بقانون أزلي يتحول كم هو شرير أن يسكنك الشعر: "إلهي بين يديك أنا قوس فاكسرني" ومحب محبوب فاهجرني. . .) (٢).

وفي المعنى نفسه يقول: (لو كان البحر مدادًا للكلمات لصاح الشاعر: يا ربي، نفد البحر ومازلت على شاطئه أحبو. . .) (٣).

أمّا صلاح عبد الصبور فإنه يضفي صفات وأسماء الرب- جلَّ وعلا- على العلم المصري، وذلك في قوله:

(لترتفع، لترتفع، يا أيها المجيد

يا أجمل الأشياء في عيني، أنت يا خفاق

يا أيها العظيم، يا محبوب، يا رفيع، يا مهيب

يا كل شيء كان في الحياة أو يكون

يا علمي يا علم الحرية) (٤).

ويقول على لسان الحلاج:


(١) الآيتان ٨١ - ٨٢ من سورة مريم.
(٢) ديوان البياتي ٢/ ٤١٧.
(٣) المصدر السابق ٢/ ٤٢٥.
(٤) ديوان صلاح عبد الصبور: ص ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>